لماذا يكره معظم الطلاب مادة الرياضيات

هناك بعض الطلاب لا يحبونها لانهم يجدونها صعبة من وجهة نظرهم وهناك بعض الطلاب لايحبونها لانهم لا يحبون استعمال قواهم العقلية بها والرياضيات اكثر المواد العلمية التى تحتاج أثناء تعلمها العقل والتفكير ومن هؤلاء الطلاب الذين يصعب تغير هذه الفكرة عن مادة الرياضيات لانهم من البداية لم يتعلموها بحب وثقافة لحياتهم العلمية والعملية

لماذا يكره معظم الطلاب مادة الرياضيات ؟
والحقيقة أشكر الأستاذ عبدالغفار على طرحه هذا السؤال وجعل الموضوع قضية للنقاش لأنه من الموضوعات التي تؤرق المهتمين وكما هو معروف بأن الرياضيات والنبوغ فيها هو سبيل التقدم لأي مجتمع، وسأذكر واقعتين في غاية الأهمية :
الواقعة الأولى عندما سبقت روسيا أمريكا في اطلاق أول صاروخ في الفضاء لدراسة الكواكب الأخرى جُن جنون أمريكا وراحوا يبحثون أسباب سبق الروس وتقدمهم عليهم فوجدوا أن الروس اهتموا أكثر منهم بعلم الرياضيات وتداركوا الأمر واستطاعوا أن يسبقوا الروس في الفضاء بعد أن أعادوا النظر من جديد في علم الرياضيات .
والواقعة الثانية دارت أحداثها أيضا بين أمريكا واليابان والمعروف أن اليابان خطت خطوات جبارة في الصناعات بشتى أنواعها وغزت بصناعتها المتقدمة والمتميزة السوق الأمريكية نفسها وكادت أن تعلن معظم الشركات الأمريكية إفلاسها أمام الغزو الياباني لشتى الصناعات وعجز الصناعات الأمريكية على منافستها، وانشغلت مراكز البحوث والجامعات والشركات والدولة ممثلة في رئيس الولايات المتحدة وأسفرت الدراسات والأبحاث عن تأخر الأمريكان عن اليابنيين في الرياضيات بفرق حصة واحدة أسبوعيا يدرسها الطالب الباباني في مادة الرياضيات زيادة عن الطالب الأمريكي وما كان من الرئيس الأمريكي إلا الاعلان عن العام باسم عام الرياضيات وزيدت حصص الرياضيات على طلاب المدارس وكانت الرياضيات محور النقاش على مستوى العام وتحولت إلى قضية رأي عام انشغل بها الجميع .
وأما الرياضيات فهي تخاطب العقل والتفكير في مستوياته العليا ولذلك عندما قسم علماء النفس الملكات والقدرات فقالوا هناك الملكة أو المقدرة اللغوية وهناك الملكة أو المقدرة الرياضية أو الميكانيكبة
وأمة العرب عموما أمة قدرتها تكمن في اللسان فهي أمه لسانية أي أهل خطابة وفصاحة وبلاغة ولذا كان نبوغهم الوحيد في الشعر وعندما نزل القرآن ليتحداهم فيما نبغوا فيه حتى يستبين لهم إعجازة ولذلك لم نجد على مدى تاريخ العلم سواء في الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو الطب أو الفلك أو أي من العلوم العلمية لم ينبغ فيها عربيا وليس هناك عالما في هذه العلوم ينحدر من جذور عربية .
أما عن الخوارزمي وابن النفيس وغيرهما فهم من أصول غير عربية واعتنقوا الاسلام .
إذن الدائرة الأوسع هي الاسلام
ومن أسف أن الذي نظم وقنن ووضع علم النحو ليس عربيا وهو سيبوبه ومن وضع لنا حتى بحور الشعر ليس عربيا وكأن كل ما يحتاج إلى إعمال فكر وإجهاد عقل أو كل ما يتطلب ملكة عقلية نجده ليس من عندياتنا.
ولكني أستثني المصريين من هذه الظاهرة.
المصريين الخلص أي الأوائل أقاموا أعظم حضارة علمية في العالم القديم وهي تقارب الحضارة العلمية الأمريكية في الوقت الراهن، وقامت حضارتنا القديمة على العلم وكان النبوغ الأعظم في الرياضيات والفلك
إذن الجينات المصرية في الرحم الأول للتربة المصرية جينات علمية
ولا ننسى مكتبة الاسكندرية القديمة أعرق جامعات العلم والتي كان يفد إليها من كل أركان الدنيا ليتلقى التعليم
واختلطت بالجينات المصرية الأصيلة والممثلة في الفراعين حضارات كثيرة تعاقبت علينا ومنها الأوربية والعربية وإذا اشتغل لدينا الجين الفرعوني أو الأوربي ستجد عقليات علمية تذهل العالم وإذا اشتغل الجين العربي ستجد أدباء وشعراء مجددون
المهم كيف نوظف كل هذه الامكانيات ونجعلها ميزة بحيث يكون لدينا نبوغا في شتى المجالات.
وكيف نجعل من هذا التنوع جمالا.
المشكلة حاليا في المناخ السائد وهو مناخ غير مشجع ومحبط
ولكني على ثقة بالعقلية المصرية وهي في أصولها وجوهرها عقلية علمية وقد استطاعت دويلة عنصرية قذرة اسمها اسرائيل أن تقتل أكثر من 43 عالما مصريا كانوا نابغين في علم الذرة وليس آخرهم العالم العبقري الذي اقام المفاعل النووي العراقي ومن قبله مشرفه حتى من بناتنا سمبرة موسى العالمة التي اغتالها الموساد الاسرائيلي
وهناك عشرات العلماء المصريين المنتشرون في أمريكا ودول أوربا يشيدون أعظم نهضة علمية وللأسف لا نعرف شيئا عنهم والمناخ هنا غير جاذب لهم وغير مشجع ويكفي تجربة عالم الهندسة الشهير حسن فتحي المحبطة في مصر وقد كرمه العالم كله تقديرا وعرفانا بعبقريته الهندسية وكيف قدم دراسات وكان يمكنه أن يقدم أو يبني بيتا مصريا من خامات ومفردات البيئة وتكلفته ضئيلة للغاية ونفذ مشروع قرية القرنة ولكن أجهضوا مشروعه العظيم وتوقف أمام تجار الحديد والأسمنت وأمام انتشار البيوت الخرسانية التي تلاءم البيئة الأوربية ومات حسن فتحي وكان مشروعه ونظريته الهندسية ستحل مشكلة الاسكان إلى الأبد
الموضوع شيق وجميل
وقد أعجبني تعليق ابنتنا علياء حينما ركزت مداخلتها على نقطتين في غاية الأهمية
وهما كيف نجعل الطالب يفكر ؟ وكيف نشيع الثقافة العلمية في المدرسة وفي المجتمع وحول هذه النقاط سأعود للمداخلة ومرة أخرى شكرا للأستاذ عبدالغفار على إثارة هذا الموضوع .

نشكر الطالبة / علياء على مجهودها وردها على الموضوع
وكذلك نشكر (( ADMIN)) على هذا المجهود
ونرجو مزيد من الردود من الأعضاء وكذلك الحلول لهذه القضية